في أقصى الجنوب من مصر وعلى الضفة الشرقية لنهر النيل تقع مدينة من أهم المدن التاريخية في مصر، المدينة الفرعونية الساحرة (أسوان).
تعتبر أسوان مركزًا حضاريًا ومزارًا سياحيًا مهمًا، يجذب الزائرين من شتى بقاع الأرض ليستمتعوا بجمالها الخاص وسحرها الذي يأسر العقول، ويتجولوا بداخلها لينتقلوا بالزمن إلى العصور الفرعونية القديمة.
بسبب موقعها الرائع على طول نهر النيل كانت أسوان موقعًا مهمًا جدًا لكل الأسر الفرعونية الملكية التي مرت على مصر.
لذلك نجدها كنزًا مليئًا بالآثار الفرعونية التي لا ينتهي العلماء من اكتشافها أبدًا حتى الآن، فلوقتنا هذا هناك اكتشافات أثرية جديدة، وهناك المزيد من الغموض والألغاز حول قوة الفراعنة ومدى تقدمهم منذ القدم.
تاريخ أسوان
كانت تسمى في العصر الفرعوني (سونو) وتعني (السوق)؛ وذلك لأنها كانت مركزًا تجاريًا هامًا من وإلى النوبة، وفي العصر البطلمي سُميت ب (سين)، وأطلق عليها النوبيون بعد ذلك (يباسون).
ولأسوان أهمية تاريخية كبيرة، حيث تعتبر الحدود الجنوبية لمصر، وكانت مركزًا لتجمع الجيوش ولعبت دورًا مهمًا في محاربة الهكسوس.
واهتم كل من مر على أسوان كالبطالمة والرومان بإقامة وتطوير المعابد الفرعونية بهدف التقرب للمصريين.
وعند دخول المسيحية لأسوان في القرن الخامس تحولت معظم المعابد إلى كنائس مما أدى إلى توسع انتشار المسيحية في أسوان والنوبة وصولًا إلى السودان.
وبعد دخول الإسلام كانت أسوان في قمة ازدهارها؛ حيث كانت طريقًا إلى (عيذاب) على ساحل البحر الأحمر والتي كانت تبحر منها السفن إلى (الحجاز واليمن والهند).
أهم المعالم السياحية في أسوان
تمتلئ أسوان بالعديد والعديد من المعالم السياحية المهمة؛ ما جعلها محط أنظار السياح من شتى بقاع الأرض، ومن أهم معالم أسوان السياحية:
معبد كلابشة
ويسمى أيضًا معبد (ماندوليس)، يقع على بعد (50كم) من جنوب أسوان، وقد شُيد بأكمله بالحجر الرملي، وتم بناؤه في العصر الروماني عام (30 ق.م)، وكان سبب بنائه عبادة إله الشمس.
وبدخول المسيحية إلى مصر تحول المعبد إلى كنيسة، وقد تم نقله بعد بناء السد العالي إلى جنوب السد خوفًا من غرقه بالمياه، واستغرقت عملية نقله قرابة العامين.
وعند زيارة المعبد يمكنك الاستمتاع بالتجول في ممراته الداخلية ورؤية النقوش الهيروغليفية واليونانية على الجدران.
معبد فيلة
من أشهر المعابد وأكثرها إثارة للاهتمام، كان يقع في جزيرة فيلة وتم تشييده في عهد الملك بطليموس، واهتم به كل ملوك البطالمة وكان الهدف من تشييده عبادة إيزيس.
وقد تم نقل ذلك المعبد من جزيرة فيلة خوفًا من غرقه بعد إنشاء سد أسوان الأول؛ حيث أصبحت المياه تحاصر الجزيرة والمعبد معظم أيام السنة.
وتم نقل المعبد بالكامل إلى جزيرة (أجليكا)، وتم افتتاحه للزوار عام 1980.
وبزيارة المعبد فإنك تستمتع برؤية ما يزيد عن (4200) قطعة أثرية، ومشاهدة الرموز والنقوش الفرعونية على جدران المعبد.
معبد أبو سمبل
يقع في الجهة الغربية لأكبر بحيرة صناعية في العالم (بحيرة ناصر)، وقد شيده الملك (رمسيس الثاني) عام (1244 ق.م).
وعنده تحدث ظاهرة من أغرب الظواهر التي تحدث في العالم والتي تدل على مدى قوة الفراعنة وتقدمهم، وبسببها يتوافد السياح لرؤيته كل عام حيث تتعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني.
النوبة
من أجمل وأعرق المناطق المصرية والتي لها سحرها وتراثها الخاص، تتميز بمناظرها المبهجة وألوانها الزاهية وطيبة شعبها .
عند زيارتك لأسوان فلا تنسى زيارة القرى النوبية صاحبة الثقافة والعادات والتقاليد الخاصة، والشعب الطيب الودود الذي يرحب بالزائرين ويحتفي بهم.
وبزيارة النوبة يمكنك رسم الحنة النوبية، والتمتع بالعطور النوبية الخاصة التي يصنعها النوبيون بأنفسهم، وكذلك يمكنك الاستمتاع بارتداء الملابس الفلكلورية النوبية وأخذ الصور التذكارية بها.
وأيضًا يمكنك زيارة المتحف النوبي والتعرف أكثر على الثقافة النوبية، ويمكنك المشاركة في الاحتفالات وجلسات السمر النوبية.
تعد أسوان بحق مدينة من أجمل المدن المصرية، والتي تكون محط أنظار العالم وإن حاولنا الحديث عن كل الأماكن السياحية بها فلن يسعنا مقام.
لذلك فإن قررت السياحة إلى مصر فلتكون أسوان على قائمة أولوياتك لتقضي وقتًا رائعًا بين أحضان الماضي العريق، والطبيعة الخلابة والمناخ الرائع، والشعب الطيب الجميل.